الصحيفة السجّاديّة
صحيفة الأمام السجاد عليه السلام والعلوم المقدسة 1 من 77
إملاء
سيدِ
الساجِدِين عَلِيِّ بْن الْحُسَين
زَيْنِ العَابدِينَ صلوات الله
وسلامه عليه
(
عدد
الكلمات = 34402 )( عدد الأحرف = 119274)
القيمة الكلية من الدعاء الاول حتى نهاية المناجات الخامسة عشر= 67090910514747
يا على يا على مجيب على الحكم يا الله وكيل
الملك الأعلى
حسب حساب القيم المقدس السريين السر 11والسر 313 المبين ادناه
تتكون القيمة من الحروف واعدادها ومعادلات قيمها
( أ ) (
20604 )(
1212492715572 )
( الحكم مجيب على الحكم على )
(ب) ( 4336)
( 510325025696 )
( الله الحكم يا على الحكم الحكم )
( ج ) (
1459 ) (
257575258011 )
( الحكم مجيب يا الله يا وكيل مجيب يا الله يا
وكيل )
( د ) (3273)
( 770430723756 )
( يا على على الحكم يا الله يا وكيل يا الله )
( ه ) (
6193) ( 1822211072495 )
( مجيب
الحكم الله الحكم يا الله يا وكيل )
( و ) (
7893 ) (
2786897205594)
( وكيل يا الله يا وكيل يا الله الحكم حليم
وكيل حليم الحكم )
( ز ) (
588 ) (242216075388)
( يا
على مجيب يا الله يا وكيل حليم )
( ح ) (
2479 ) (1167062489576 )
( الله
يا وكيل مجيب الحكم حليم الله وكيل يا الله يا وكيل )
(ط ) (
835 ) (
442238534145 )
( مجيب الحكم حليم حليم الحكم )
( ي) ( 9330 )
( 5490466431900 )
( الحكم على يا الله على الحكم الحكم )
( ك ) (
4352 ) (
2817144791296 )
( الله
يا على على يا على الحكم على )
( ل ) (
13336 ) (
9417473998176 )
( الله
حليم حليم الحكم على يا على مجيب الحكم )
( م ) (
8688 )
( 6646465602192 )
( يا على الحكم يا على على على )
( ن ) (
7598 )
( 6259720206796)
( الله الحكم يا وكيل الله الحكم الحكم يا الله
وكيل )
( س ) ( 2442 )
(2155581837090 )
( الحكم
على الحكم حليم مجيب حليم )
( ع) ( 5028 )
( 4734159094464 )
( على
وكيل يا الله الحكم الله يا وكيل يا على )
( ف ) (
3275 ) (
3276331389025 )
( يا
الله الحكم يا على على الله وكيل )
( ص ) (
1261 ) (
1335719261214 )
( مجيب الحكم يا على حليم الحكم )
( ق ) (
2155 ) (
2409508553635 )
( حليم الحكم مجيب حليم مجيب الحكم الله )
( ر ) (
4421 ) (
1176953281 )
( يا
على حليم الحكم وكيل حليم )
( ش ) (
805 )
( 994816023915 )
( الله الحكم يا على الحكم وكيل يا الله )
( ت ) (
5037 ) (
6521120548602 )
( حليم
حليم الحكم مجيب يا على )
( ث ) (
413 ) (
558991861057 )
( ياالله
وكيل الله الحكم الحكم حليم مجيب )
( خ ) (
804 ) (
1135520260128 )
( يا
على حليم يا على )
( ذ ) ( 929 )
( 1366731863675 )
( مجيب يا الله الحكم وكيل الحكم على على )
( ض ) (
749 ) (
1145995104982)
( على الحكم مجيب مجيب الحكم على )
( ظ ) (
346 ) (
549752812506)
( يا على يا على يا الله يا وكيل الحكم الحكم )
( غ ) ( 645 )
( 1062784820580)
( حليم
يا الله حليم الله وكيل الحكم يا الله )
حساب السريين السر11× والسر 313
حسابات السر 11 ×السر 313 = ناتج السريين
|
58847443
أ
|
117694886
ب
|
176542329 ج
|
235389772
د
|
294237215 ه
|
353084658 و
|
411932101
ز
|
470779544 ح
|
529626987
ط
|
588474430 ي
|
647321873 ك
|
706169316 ل
|
765016759
م
|
823864202
ن
|
882711645
س
|
941559088
ع
|
1000406531
ف
|
1059253974
ص
|
1118101417
ق
|
1176948860
ر
|
1235796303
ش
|
1294643746
ت
|
1353491189
ث
|
1412338632
خ
|
1471186075
ذ
|
1530033518
ض
|
1588880961
ظ
|
1647728404
غ
|
1 ـ التَّحْمِيدُ للِّه عَزَّ وَجَلّ .
2 ـ الصَّلاَةُ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ .
3 ـ الصَّلاَةُ عَلَى حَمَلَةِ الْعَرْشِ .
4 ـ الصَّلاَةُ عَلَى مُصَدِّقي الرُّسُلِ .
5 ـ دُعَاؤُهُ لِنَفْسِهِ وَخَاصّتِهِ .
6 ـ دُعَاؤُهُ عِنْدَ الصَّبَاحِ وَالْمَسَاءِ.
7 ـ دُعَاؤُهُ فِي الْمُهِمَّاتِ .
8 ـ دُعَاؤُهُ فِي الاسْتِعَاذَةِ .
9 ـ دُعَاؤُهُ فِي الاِشْتِيَاقِ .
10 ـ دُعَاؤُهُ فِي اللَجَأ إلَى اللِّه تَعالى.
11 ـ دُعَاؤُهُ بِخَوَاتِمِ الْخَيْرِ.
12 ـ دُعَاؤُهُ فِي الاِعْتِرَافِ .
13 ـ دُعَاؤُهُ فِي طَلَبِ الْحَوَائِجِ .
14 ـ دُعَاؤُهُ فِي الظُّلاَمَاتِ .
15 ـ دُعَاؤُهُ عند المَرَضِ.
16 ـ دُعَاؤُهُ في الاسْتِقَالَةِ .
17 ـ دُعَاؤُهُ عَلَى الشَّيْطَانِ .
18 ـ دُعَاؤُهُ فِي الْمحْذُورَاتِ .
19 ـ دُعَاؤُهُ فِي الاسْتِسْقَآءِ.
20 ـ دُعَاؤُهُ فِي مَكَارِمِ الاخْلاَقِ .
21 ـ دُعَاؤُهُ إذَا حَزَنَهُ أمْرٌ .
22 ـ دُعَاؤُهُ عِنْدَ الشِّدَّةِ.
23 ـ دُعَاؤُهُ بِالْعَافِيَة .
24 ـ دُعَاؤُه لاِبَويْهِ(عليهما السلام).
25 ـ دُعَاؤُهُ لِوُلدِهِ عليه السلام.
26 ـ دُعَاؤُهُ لِجِيْرَانِهِ وَأَوْلِيائِهِ.
27 ـ دُعَاؤُهُ لاِهْلِ الثُّغُورِ.
28 ـ دُعَاؤُهُ فِي التَّفَزُّعِ.
29 ـ دُعَاؤُهُ إذَا قُتِّرَ عَلَيْهِ الرِّزقُ .
30 ـ دُعَاؤُهُ فِي الْمَعُونَةِ على قضاءِ الدَّينِ.
31 ـ دُعَاؤُهُ بِالتَّوْبَةِ.
32 ـ دُعَاؤُهُ فِي صَلاَةِ اللّيلِ.
33 ـ دُعَاؤُهُ فِي الاسْتِخَارَةِ.
34 ـ دُعَـاؤُهُ إذَا ابْتُلَي أَو رَأى مُبْتَلَىً بِفَضِيحَـة أوْ بِذَنْب.
35 ـ دُعَاؤُهُ فِي الرِّضَا بِالقَضَآء.
36 ـ دُعَاؤُهُ عِنْدَ سَمَاعِ الرَّعْدِ.
37 ـ دُعَاؤُهُ فِي الشُّكْرِ.
38 ـ دُعَاؤُهُ فِي الاعْتِذَارِ.
39 ـ دُعَاؤُهُ فِي طَلَب الْعَفْوِ.
40 ـ دُعَاؤُهُ عِنْدَ ذِكْرِ الْمَوْتِ.
41 ـ دُعَاؤُهُ فِي طَلَبِ السَّتْرِ وَالوِقايَةِ.
42 ـ دُعَاؤُهُ عِنْدَ خَتْمِهِ الْقُرْآنَ.
43 ـ دُعَاؤُهُ إذا نظرَ إلى الهِلال.
44 ـ دُعَاؤُهُ لِدُخُولِ شَهْرِ رَمَضَانَ.
45 ـ دُعَاؤُهُ لِوَدَاعِ شَهْرِ رَمَضَان .
46 ـ دُعَاؤُهُ لِلْعِيدِ الْفِطْرِ وَالْجُمُعَةِ .
47 ـ دُعَاؤُهُ في يومِ عَرَفَةَ .
48 ـ دُعَاؤهُ فِي يَوْمِ الاَضْحى وَالْجُمُعَةِ .
49 ـ دُعَاؤُهُ فِي دَفْعِ كَيْدِ الاعْدَاءِ.
50 ـ دُعَاؤُهُ فِي الرّهْبَة.
51 ـ دُعَاؤُهُ فِي التَّضَرُّعِ والاسْتِكَانَةِ .
52 ـ دُعَاؤُهُ فِي الالْحاحَ .
53 ـ دُعَاؤُهُ فِي التَّذَلُّل للهِ عَزَّ وَجَلّ .
54 ـ دُعَاؤُهُ فِي اسْتِكْشافِ الْهُمُومِ .
صحيفة الأمام السجاد عليه السلام والعلوم المقدسة 2 من 77
الدّعاء الاوّل
وكان
من
دعائه
عليه
السلام
إذ
ابتدأ
بالدعاء بالتحميد لله عز
وجلّ
والثناء عليه :
فقال :
الْحَمْدُ للهِ : الاوَّلِ بِلا أَوَّل كَانَ قَبْلَهُ ،
وَ الاخِر بِلاَ آخِر يَكُونُ بَعْدَهُ . الَّذِي قَصُرَتْ عَنْ رُؤْيَتِهِ أَبْصَارُ النَّاظِرِينَ ، وَ عَجَزَتْ عَنْ نَعْتِهِ أَوهامُ اَلْوَاصِفِينَ.
ابْتَدَعَ بِقُدْرَتِهِ الْخَلْقَ اَبتِدَاعَاً ،
وَ اخْتَرَعَهُمْ عَلَى مَشِيَّتِهِ اخترَاعاً ، ثُمَّ سَلَكَ بِهِمْ طَرِيقَ إرَادَتِهِ ، وَبَعَثَهُمْ فِي سَبِيلِ مَحَبَّتِهِ . لا يَمْلِكُونَ تَأخِيراً عَمَا قَدَّمَهُمْ إليْهِ ، وَلا يَسْتَطِيعُونَ تَقَدُّماً إلَى مَا أَخَّرَهُمْ عَنْهُ ، وَ جَعَلَ لِكُلِّ رُوْح مِنْهُمْ قُوتَاً مَعْلُوماً مَقْسُوماً مِنْ رِزْقِهِ لاَ يَنْقُصُ مَنْ زادَهُ نَاقِصٌ ، وَلاَ يَزِيدُ مَنْ نَقَصَ منْهُمْ زَائِدٌ .
ثُمَّ ضَرَبَ لَهُ فِي الْحَيَاةِ أَجَلاً مَوْقُوتاً ،
وَ نَصَبَ لَهُ أَمَداً مَحْدُوداً ، يَتَخَطَّأُ إلَيهِ بِأَيَّامِ عُمُرِهِ ، وَيَرْهَقُهُ بِأَعْوَامِ دَهْرِهِ ، حَتَّى إذَا بَلَغَ أَقْصَى أَثَرِهِ ، وَ اسْتَوْعَبَ حِسابَ عُمُرِهِ ، قَبَضهُ إلَى ما نَدَبَهُ إلَيْهِ مِنْ مَوْفُورِ ثَوَابِهِ أَوْ مَحْذُورِ عِقَابِهِ ، لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساءُوا بِمَا عَمِلُوا ، وَ يَجْزِىَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ، عَدْلاً مِنْهُ تَقَدَّسَتْ أَسْمَآؤُهُ ، وَتَظَاهَرَتْ ألاؤُهُ ، لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ.
وَالْحَمْدُ للهِ : الَّذِي لَوْ حَبَسَ عَنْ عِبَادِهِ مَعْرِفَةَ حَمْدِهِ عَلَى مَا أَبْلاَهُمْ مِنْ مِنَنِهِ الْمُتَتَابِعَةِ وَأَسْبَغَ عَلَيْهِمْ مِنْ نِعَمِهِ الْمُتَظَاهِرَةِ ،
لَتَصرَّفُوا فِي مِنَنِهِ فَلَمْ يَحْمَدُوهُ وَتَوَسَّعُوا فِي رِزْقِهِ فَلَمْ يَشْكُرُوهُ ، وَلَوْ كَانُوا كَذلِكَ لَخَرَجُوا مِنْ حُدُودِ الانْسَانِيَّةِ إلَى حَدِّ الْبَهِيمِيَّةِ ، فَكَـانُوا كَمَا وَصَفَ فِي مُحْكَم كِتَابِهِ : ( إنْ هُمْ إلا كَالانْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا ) .
وَالْحَمْدُ لله : عَلَى مَا عَرَّفَنا مِنْ نَفْسِهِ وَأَلْهَمَنَا مِنْ شُكْرِهِ ،
وَفَتَحَ لَنَا من أبوَابِ الْعِلْمِ بِرُبُوبِيّته ، وَدَلَّنَا عَلَيْهِ مِنَ الاِخْلاَصِ لَهُ فِي تَوْحِيدِهِ ، وَجَنَّبَنا مِنَ الالْحَادِ وَالشَّكِّ فِي أَمْرِهِ ، حَمْداً نُعَمَّرُ بِهِ فِيمَنْ حَمِدَهُ مِنْ خَلْقِهِ ،
وَنَسْبِقُ بِـهِ مَنْ سَبَقَ إلَى رِضَاهُ وَعَفْوِهِ ، حَمْداً يُضِيءُ لَنَا بِهِ ظُلُمَاتِ الْبَرْزَخِ ، وَيُسَهِّلُ عَلَيْنَا بِهِ سَبِيلَ الْمَبْعَثِ ، وَيُشَرِّفُ بِهِ مَنَازِلَنَا عِنْدَ مَوَاقِفِ الاشْهَادِ ، يَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْس بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ( يَوْمَ لاَ يُغْنِي مَوْلىً عَنْ مَوْلىً شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنْصَرُونَ ) ، حَمْداً يَرْتَفِعُ مِنَّا إلَى أَعْلَى عِلِّيِّينَ فِي كِتَاب مَرْقُوم يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ ، حَمْداً تَقَرُّ بِهِ عُيُونُنَا إذَا بَرِقَت الابْصَارُ وَتَبْيَضُّ بِهِ وُجُوهُنَا إذَا اسْوَدَّتِ الابْشَارُ ، حَمْداً نُعْتَقُ بِهِ مِنْ أَلِيمِ نَارِ اللهِ إلَى كَرِيمِ جِوَارِ اللهِ ، حَمْداً نُزَاحِمُ بِهِ مَلاَئِكَتَهُ الْمُقَرَّبِينَ وَنُضَامُّ بِـهِ أَنْبِيآءَهُ الْمُـرْسَلِيْنَ فِي دَارِ الْمُقَامَةِ الَّتِي لا تَزُولُ وَمَحَلِّ كَرَامَتِهِ الَّتِي لاَ تَحُولُ .
وَالْحَمْدُ للهِ : الَّذِي اخْتَارَ لَنَا مَحَاسِنَ الْخَلْقِ ، وَأَجرى عَلَيْنَا طَيِّبَاتِ الرِّزْقِ وَجَعَلَ لَنَا الفَضِيلَةَ بِالْمَلَكَةِ عَلَى جَمِيعِ الْخَلْقِ ، فَكُلُّ خَلِيقَتِهِ مُنْقَادَةٌ لَنَا بِقُدْرَتِهِ ، وَصَآئِرَةٌ إلَى طَاعَتِنَا بِعِزَّتِهِ .
وَالْحَمْدُ لله : الَّذِي أَغْلَقَ عَنَّا بَابَ الْحَّاجَةِ إلاّ إلَيْهِ ،
فَكَيْفَ نُطِيقُ حَمْدَهُ ، أَمْ مَتَى نُؤَدِّي شُكْرَهُ ؟! ، لا مَتى .
وَالْحَمْدُ للهِ : الَّذِي رَكَّبَ فِينَا آلاَتِ الْبَسْطِ ،
وَجَعَلَ لَنَا أدَوَاتِ الْقَبْضِ ، وَمَتَّعَنا بِاَرْواحِ الْحَياةِ ،
وَأثْبَتَ فِينَا جَوَارِحَ الاعْمَال ،
وَغَذَّانَا بِطَيِّبَاتِ الرِّزْقِ ،
وَأغْنانَا بِفَضْلِهِ ،
وَأقْنانَا بِمَنِّهِ ،
ثُمّ أَمَرَنَا لِيَخْتَبِرَ طاعَتَنَا ، وَنَهَانَا لِيَبْتَلِيَ شُكْرَنَا ، فَخَالَفْنَا عَنْ طَرِيْقِ أمْرِهِ ، وَرَكِبْنا مُتُونَ زَجْرهِ ، فَلَم يَبْتَدِرْنا بِعُقُوبَتِهِ ،
وَلَمْ يُعَاجِلْنَا بِنِقْمَتِهِ ، بَلْ تَانَّانا بِرَحْمَتِهِ تَكَرُّماً ، وَانْتَظَرَ مُراجَعَتَنَا بِرَأفَتِهِ حِلْماً .
وَالْحَمْدُ للهِ : الَّذِي دَلَّنَا عَلَى التَّوْبَةِ الَّتِي لَمْ نُفِدْهَا إلاّ مِنْ فَضْلِهِ ،
فَلَوْ لَمْ نَعْتَدِدْ مِنْ فَضْلِهِ إلاّ بِهَا لَقَدْ حَسُنَ بَلاؤُهُ عِنْدَنَا ، وَ جَلَّ إحْسَانُهُ إلَيْنَا ، وَ جَسُمَ فَضْلُهُ عَلَيْنَا ، فَمَا هكذا كَانَتْ سُنَّتُهُ فِي التَّوْبَةِ لِمَنْ كَانَ قَبْلَنَا ، لَقَدْ وَضَعَ عَنَّا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ، وَلَمْ يُكَلِّفْنَا إلاّ وُسْعاً ، وَ لَمْ يُجَشِّمْنَا إلاّ يُسْراً وَلَمْ يَدَعْ لاَحَـد مِنَّا حُجَّةً وَلاَ عُذْراً ، فَالْهَالِكُ مِنَّا مَنْ هَلَكَ عَلَيْهِ وَ السَّعِيدُ مِنَّا مَنْ رَغِبَ إلَيْهِ .
وَ الْحَمْد للهِ : بِكُلِّ مَا حَمِدَهُ بِهِ أدْنَى مَلائِكَتِهِ إلَيْهِ وَ أَكْرَمُ خَلِيقَتِهِ عَلَيْهِ ،
وَأرْضَى حَامِدِيْهِ لَدَيْهِ ، حَمْداً يَفْضُلُ سَآئِرَ الْحَمْدِ كَفَضْلِ رَبِّنا عَلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ .
ثُمَّ لَهُ الْحَمْدُ : مَكَانَ كُلِّ نِعْمَة لَهُ عَلَيْنَا وَ عَلى جَمِيعِ عِبَادِهِ الْمَاضِينَ وَالْبَاقِينَ عَدَدَ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُهُ مِنْ جَمِيعِ الاشْيَآءِ ،
وَ مَكَانَ كُلِّ وَاحِدَة مِنْهَا عَدَدُهَا أَضْعافَاً مُضَاعَفَةً أَبَداً سَرْمَداً إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، حَمْداً لاَ مُنْتَهَى لِحَدِّهِ وَ لا حِسَابَ لِعَدَدِهِ وَ لاَ مَبْلَغَ لِغَايَتِهِ وَ لا انْقِطَاعَ لاَمَدِهِ ، حَمْدَاً يَكُونُ وُصْلَةً إلَى طَاعَتِهِ وَعَفْوِهِ ، وَ سَبَباً إلَى رِضْوَانِهِ وَذَرِيعَةً إلَى مَغْفِرَتِهِ ، وَ طَرِيقاً إلَى جَنَّتِهِ ، وَخَفِيْراً مِنْ نَقِمَتِهِ ، وَ أَمْناً مِنْ غَضَبِهِ ، وَ ظَهِيْراً عَلَى طَاعَتِهِ ، وَ حَاجِزاً عَنْ مَعْصِيَتِهِ ، وَ عَوْناً عَلَى تَأدِيَةِ حَقِّهِ وَ وَظائِفِهِ ، حَمْداً نَسْعَدُ بِهِ فِي السُّعَدَاءِ مِنْ أَوْلِيَآئِهِ ، وَنَصِيرُ بِهِ فِي نَظْمِ الشُّهَدَآءِ بِسُيُوفِ أَعْدَائِهِ ، إنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيدٌ .
الدّعاء الثّاني
و
كان
من
دعائه
عليه
السلام بعد هذا التّحميد
الصّلاة على رسوله صلى
الله
عليه
وآله
وَالْحَمْدُ للهِ : الَّذِي مَنَّ عَلَيْنَا بِمُحَمَّد نَبِيِّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ ،
دُونَ الاُمَمِ الْمَـاضِيَةِ وَالْقُـرُونِ السَّالِفَةِ ، بِقُدْرَتِهِ الَّتِي لاَ تَعْجِزُ عَنْ شَيْء وَ إنْ عَظُمَ ، وَ لا يَفُوتُهَا شَيءٌ وَإنْ لَطُفَ ، فَخَتَمَ بِنَا عَلَى جَمِيع مَنْ ذَرَأَ ، وَ جَعَلَنَا شُهَدَاءَ عَلَى مَنْ جَحَدَ ، وَكَثَّرَنا بِمَنِّهِ عَلَى مَنْ قَلَّ .
اللّهمَّ : فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد أَمِينِكَ عَلَى وَحْيِكَ ، وَنَجِيبِكَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَ صَفِيِّكَ مِنْ عِبَادِكَ ، إمَامِ الرَّحْمَةِ ، وَقَائِدِ الْخَيْرِ ، وَ مِفْتَاحِ الْبَرَكَةِ ، كَمَا نَصَبَ لاَِمْرِكَ نَفْسَهُ ،
وَ عَرَّضَ فِيْكَ لِلْمَكْرُوهِ بَدَنَهُ ، وَكَاشَفَ فِي الدُّعَآءِ إلَيْكَ حَامَّتَهُ ، وَ حَارَبَ فِي رِضَاكَ أسْرَتَهُ ، وَقَطَعَ فِىْ إحْياءِ دِينِـكَ رَحِمَهُ ، وَاقصَى الادْنَيْنَ عَلَى جُحُـودِهِمْ ،
وَقَرَّبَ الاقْصَيْنَ عَلَى اسْتِجَابَتِهِمْ لَكَ ، وَ والَى فِيكَ الابْعَدِينَ ، وَ عَادى فِيكَ الاقْرَبِينَ.
وَأدْأبَ نَفْسَهُ : فِي تَبْلِيغِ رِسَالَتِكَ وَأَتْعَبَهَا بِالدُّعآءِ إلَى مِلَّتِكَ وَ شَغَلَهَا بِالنُّصْحِ لاَِهْلِ دَعْوَتِكَ ،
وَهَاجَرَ إلَى بِلاَدِ الْغُرْبَةِ وَمحَلِّ النَّأيِ عَنْ مَوْطِنِ رَحْلِهِ ،
وَمَوْضِـعِ رِجْلِهِ وَمَسْقَطِ رَأسِهِ وَمَأنَسِ نَفْسِهِ إرَادَةً مِنْهُ لاعْزَازِ دِيْنِكَ ،
واسْتِنْصَاراً عَلَى أَهْلِ الْكُفْرِ بِكَ ،
حَتّى اسْتَتَبَّ لَهُ مَا حَاوَلَ فِي أَعْدَائِكَ ،
وَاسْتَتَمَّ لَهُ مَا دَبَّرَ فِي أوْلِيآئِكَ ،
فَنَهَدَ إلَيْهِمْ مُسْتَفْتِحاً بِعَوْنِكَ ، وَمُتَقَوِّياً عَلَى ضَعْفِهِ بِنَصْرِكَ ،
فَغَزَاهُمْ فِي عُقْرِ دِيَارِهِمْ ، وَهَجَمَ عَلَيْهِمْ فِي بُحْبُوحَةِ قَرَارِهِمْ ، حَتّى ظَهَر أَمْرُكَ ، وَعَلَتْ كَلِمَتُكَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ .
اللَهُمَّ : فَارْفَعْهُ بِمَا كَدَحَ فِيكَ إلَى الدَّرَجَةِ الْعُلْيَا مِنْ جَنَّتِكَ ، حَتَّى لاَ يُسَاوَى فِي مَنْزِلَة وَلا يُكَاْفَأَ فِي مَرْتَبَة ، وَلاَ يُوَازِيَهُ لَدَيْكَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلا نبيٌّ مُرْسَلٌ ،
وَعَرِّفْهُ فِي أهْلِهِ الطّاهِرِينَ وَاُمَّتِهِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ حُسْنِ الشَّفَاعَةِ أجَلَّ مَا وَعَدْتَهُ ، يَا نَافِذَ الْعِدَةِ يَا وَافِىَ الْقَوْلِ يَا مُبَدِّلَ السّيِّئات بِأضْعَافِهَا مِنَ الْحَسَنَاتِ ، إنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ الْجَوَادُ اَلْكَرِيمُ .
صحيفة الأمام السجاد عليه السلام والعلوم المقدسة 3 من 77
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق